5/9/2021

المصدر-جريدة عمان







تزخر جيبوتي بالعديد من المواقع الصخرية التي تحمل نقوشًا تؤكد تعاقب حضارات بشرية منذ عصور ما قبل التاريخ وهو ما يعزز مقولة بعض المؤرخين وعلماء الآثار الذين عَدُّوا هذا الجزء من القرن الإفريقي "مهد البشرية".



ومن بين هذه المواقع منحدرات آبورما الصخرية الموجودة في مناطق وعرة شمال غرب جيبوتي على طول مسافة لا تقل عن ثلاثة كيلومترات وهي تُصَنفُ بأنها أهم موقع من هذا النوع في جيبوتي خاصة وفي أفريقيا الشرقية بشكل عام.



وتحمل صخور "البازالت" الواقعة على ارتفاع 1500 متر والمسودة بفعل شمس الصحراء الحارقة نقوشًا متنوعة تتناول موضوعات كثيرة حول سلوك الإنسان والحيوان والتراتبية الاجتماعية وتنظيم الحياة الرعوية المندثرة في الوقت الراهن.



وتنقل الأشكال المنقوشة التي تعود إلى آلاف السنين رسائل شتى عن الإنسان في بيئته المجتمعية والتفاعلات التي بينه وبين الطبيعة والتعايش البشري الحيواني والسلوك القتالي في تلك العهود الغابرة.



ومن أكثر الحيوانات تكرارا في هذه النقوش الفيلة وأفراس النهر والزرافات ووحيد القرن والغزلان في حين تطغى صور الأبقار والماعز والإبل وتحتل الغزلان الجزء الأوفر من الرسوم من خلال فصيلتين على الأقل يمكن تمييزهما عن بعضهما البعض بواسطة القرون الطويلة والمتوازية للمها والقرون الملتوية لغيرها.



وقد حُفِرَت نقوش الزرافات – وهي بفصائل كثيرة وأعداد أقل – على مساحات تتراوح من 30 سنتمترا إلى متر واحد في حين توجد رسوم النعامات غالبا في مواضع منعزلة وفي مجموعات لا تقل عن ثلاثة أفراد، كما توجد أعداد قليلة جدا من قردة البابون التي يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال رأسها الكبير مقارنة بباقي الجسم.



وقال جبريل آلاسان متخصص في الآثار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن وجود النقوش المذكورة يُشير إلى أن تلك البقعة من القارة الإفريقية كانت تتميز في ذلك العهد بمناخ رطب وحضور قوي للأشجار والنباتات الخضراء.



وأضاف: إن الأشكال الهندسية والرسوم الموجودة على الصخور تدل على انشغال السكان آنذاك بالنشاطات الزراعية والرعوية وعلى الرغم من التغيرات المناخية المتلاحقة المؤدية إلى نقص تدريجي للمنسوب السنوي من الأمطار الذي أتى على الأخضر واليابس، من حيوان ونبات، إلا أن نقوش "آبورما" لا تزال شاهدة على عصرها على الرغم من بعض المحو الذي أصاب جزءًا منها بسبب التأثيرات الجيومورفولوجية.

https://www.omandaily.om/منوعات/na/آبورما-من-أهم-مواقع-النقوش-الصخرية-في-جيبوتي