الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، 9 يوليو 2025
أصدرت وزارة الرياضة قراراً وزارياً بإعادة تشكيل مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي ليكون بمثابة انطلاقة جديدة للمركز في أداء دوره الريادي في إعداد وتأهيل القيادات الرياضية وتنمية البيئة المعرفية والتدريبية في القطاع، في خطوة تعكس حرص الدولة على تعزيز الحوكمة المؤسسية وتطوير البنية الإدارية لمؤسسات القطاع الرياضي الوطني.
وضم المجلس الجديد نخبة من الشخصيات الوطنية ذات الخبرة والكفاءة في الشأن الرياضي والإداري، برئاسة سعادة غانم مبارك الهاجري، وكيل وزارة الرياضة، وعضوية كل من سعادة محمد فاضل الهاملي، رئيس اللجنة البارالمبية الوطنية، وسعادة فارس المطوع، الأمين العام للجنة الأولمبية الوطنية، والسيدة صفا تريم، المدير التنفيذي للجنة الإمارات لرياضة النخبة والمستوى العالي، والدكتور زياد صالح، خبير التأهيل الرياضي.
وعُقد الاجتماع الأول لمجلس الإدارة بحضور كافة الأعضاء الجدد، حيث ترأس الاجتماع سعادة غانم مبارك الهاجري، بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن اعتزازه الكبير بانضمام هذه النخبة من الكفاءات الوطنية لقيادة المركز في هذه المرحلة المهمة من مسيرته، مؤكداً أن المجلس الجديد يضم طاقات وخبرات تؤهله للارتقاء بأداء المركز وتعزيز مكانته محليًا ودوليًا.
وقال سعادته: "إن إعادة تشكيل مجلس إدارة مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي يمثل لحظة مفصلية جديدة في مسيرة المركز، نطمح من خلالها إلى تجسيد رؤى وتوجهات القيادة الرشيدة في دعم وتطوير الرياضة الإماراتية والوصول بها إلى أعلى درجات التميز عالمياً، خاصة في مجالي التأهيل والطب الرياضي. ونثق بأن هذه الكوكبة المتميزة من الأعضاء قادرة على صياغة مرحلة استثنائية من العمل المؤسسي، ودعم رياضيي النخبة الاحترافية من خلال برامج تأهيل تستند إلى أفضل المعايير الدولية".
وفي ختام الاجتماع، أكّد سعادة رئيس مجلس الإدارة أن العمل في المرحلة القادمة سيكون مؤسسيًا، تشاركيًا، ويستند إلى الابتكار وتكامل الجهود، مضيفاً: "المركز سيواصل أداء دوره كحاضنة وطنية للرياضيين والمدربين والإداريين، وسيلعب دوراً محورياً في المسيرة التنموية لقطاع الرياضة في دولة الإمارات التي تقودها وزارة الرياضة، والقائمة على التميز والمعرفة والاستدامة".
وتضمن جدول أعمال الاجتماع عدة محاور أساسية، كان من أبرزها عرض التصور المقترح لإعادة هيكلة المركز إداريًا، بهدف تحسين كفاءة الأداء وتعزيز التخصصات التشغيلية. كما تم مناقشة توزيع المناصب داخل المجلس وتشكيل اللجان الداعمة، واعتماد مقرر ومنسق لمجلس الإدارة لتيسير أعماله وتنظيم جلساته الدورية.
كما جرى خلال الاجتماع اعتماد آلية جديدة للتعاملات المالية والإدارية، ضمن منهجية تعزز مبدأ الشفافية والحوكمة. واختتم الاجتماع بمناقشة عدد من المقترحات والمستجدات التي من شأنها دعم الخطة الاستراتيجية للمركز خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبهم، أكد الأعضاء الجدد أهمية هذا الاجتماع كمرحلة جديدة ترتكز على تحديث منظومة عمل المركز، معبرين عن التزامهم بالعمل لتحقيق الرؤية الطموحة للمركز وتعزيز مكانته كمرجع وطني وإقليمي في مجاله، وهو ما تجسده التوجهات العامة للمجلس الجديد، والتي أولت أهمية قصوى لرياضة النخبة والتأهيل المتقدم للكوادر الرياضية، باعتبارهما من دعائم التفوق الرياضي المستدام.
ويضع المجلس الجديد على رأس أولوياته تحديث منظومة التأهيل الرياضي وتبني الحلول الرقمية، وتطوير المحتوى العلمي والتدريبي بما يواكب المستجدات العالمية. كما يسعى إلى أن يكون المركز منصةً لصناعة المعرفة الرياضية، ومنبرًا لتبادل الخبرات بين القيادات الرياضية في الدولة والمنطقة.
إرث مؤسسي ومسيرة متجددة
تأسس المركز عام 1994 تحت مسمى "مركز إعداد القادة بدبي"، ليكون منصة متخصصة في تطوير الكفاءات القيادية في المجال الرياضي. وفي مرحلة لاحقة، وتحديدًا عام 2022، تم تعديل مسمى المركز إلى مركز الإمارات للعلوم الرياضية والطب الرياضي، مع توسيع نطاق عمله ليشمل مجالات التدريب والتأهيل والتوعية الطبية المرتبطة بالرياضة.
ويتبنى المركز اليوم رؤية طموحة ليكون صرحًا أكاديميًا متخصصًا في إعداد جيل قيادي يتولى قيادة المؤسسات الرياضية محليًا وعالميًا، ويعمل على تنفيذ رسالة واضحة تتمثل في بناء معهد رياضي نموذجي لتأهيل القيادات وتعزيز الأداء المؤسسي في القطاع الرياضي.
برامج ومبادرات نوعية
منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية مايو، نفّذ المركز مجموعة متميزة من البرامج والدورات المتخصصة، شملت عدة مجالات منها الذكاء الاصطناعي في الحوكمة الرياضية، إعداد المدربين والحكام في ألعاب مثل الرماية والجودو وكرة اليد، دورات في الصحة النفسية والتوعية بالأمراض المزمنة، وبرامج تطوير المهارات الإدارية والمحاسبية، إذ تجاوز عدد المشاركين في هذه الفعاليات 500 مشارك من مختلف القطاعات الرياضية والأكاديمية.
شراكات استراتيجية محلية ودولية
وعزز المركز موقعه من خلال شبكة واسعة من الشراكات مع جهات فاعلة على الساحة المحلية والدولية، منها: اللجنة الأولمبية الوطنية، مؤسسة الأولمبياد الخاص، وزارة الرياضة، وزارة التربية والتعليم، وزارة الاقتصاد، شرطة دبي، جامعة أميتي دبي، اتحاد الإمارات للمبارزة، واتحاد الرياضات الإلكترونية، إضافة إلى جهات أكاديمية ومراكز تدريب واستشارات رياضية.